-->

محرك قوقل وعلاقته بالشريعة الإسلامية




كثيرة هي المواضيع الإسلامية  التي تظهر للباحثين في المحرك الشهير google، خاصة مع ملايين المواضيع التي تضاف يوميا على صفحاته، والمواقع الكثيرة التي تحلم بأن يكون  لها موقعاً متقدماَ بين صفحاته الشهيرة، لكن قليلة هي المواضيع والعناوين التي تتصدر القائمة عن غيرها من العناوين في ذات السياق، وفريدة تلك العناوين النادرة التي لم تطرق أبوابها، ويبحث في مجالها، لاستبعاد التصور الذهني، والربط المنطقي بين علاقة العنصرين، ومن أمثال ذلك موضوعنا المميز محرك قوقل وعلاقته بالشريعة الإسلامية.

محرك قوقل في الإسلام


يعبر محرك قوقل في الاسم الأشهر الذي يستخدمه google عن مصطلح رياضي يعني عدد كبير جدا، عبارة عن 1 متبوعاَ بمائة صفر، وهو من ابتكار شخص اسمه "ميلتون سيروتا"، وهو محرك يقوم على تنظيم كم هائل وعدد لا نهائي من صفحات الانترنت المليئة بالمعلومات، حيث أعلنت قوقل عام 2008- قبل عشر سنوت- أن عدد الصفحات التي قامت بفهرستها قد بلغ ترليون صفحة، أي ألف مليار صفحة، والميار هو ألف مليون.[1]

وقد جاء الإسلام بدين واسع حيوي يشمل التطورات، ويتعاطى معها ويفرز الحكم عليها، فليس بدين جامد، بل متجدد مع القضايا، مرن يجمع بين الثوابت التي لا تتغير، والفروع والتفصيلات المرنة، ولذلك عالج الإسلام صعود محرك قوقل في الإسلام ناظراً إليه بمقياسه من تحصيل المصالح، ودفع المفاسد، وقد جمع الحديث عن هذا المحرك وثورة الاتصال وعالم الإنترنت برمته، وجاء ذلك في القران الكريم، ضمن قول الله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون)[2].

فجاء القرأن وهو الكتاب المقدم في دين الإسلام بالكلام المجمل، وترك التفصيل في الأمور الحادثة لأهل التخصص في العلم الذين بينوا أن الشريعة الإسلامية لم تغلق الباب وركزوا على نقاط:
  • ذكر القرآن قول الله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)[3]، وعند سؤال علماء الإسلام عن الإنترنت ومحرك قوقل، فإنهم يجعلونه من الوسائل التي لها حكم مقاصدها، فهو يحكم عليه بالأغلب فيه، والضرورة في زماننا من دلالة الأعداد الهائلة في العالم تقود لاستخدامه.
  •  يمكن استخدام محرك قوقل بالسلب أو الإيجاب، والإسلام يدعوا لاستعماله في الخير، وذلك من الحكمة، فكما روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها)[4]، فمن الحكمة استعماله لا إهماله.


أجزاء قوقل ونشأة المواقع الإسلامية


لا يتصور أن يجلس المستخدم لشبكة الإنترنت الساعات الطويلة على هذه الشبكة ولا يدخل محرك البحث قوقل google ، الذي يحتوي على أقسام متعددة، منها ما خصص للبحث بشكل عام، أو البحث الإخباري أو الصور، أو الخرائط، أو العلمي، لكن هذا المحرك يتألف من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي:
  • برنامج العنكبوت (program spider أو الزاحف (crawler)
  • برنامج مفهرس (program indexer).
  • محرك البحث (الباحث) (program search) .[5]

وأمام هذه الضخامة لهذا المحرك، والقيمة الكبيرة التي يحوزها، والمعلومات الوفيرة، فكانت الذخيرة الإسلامية تفيض قوقل google، منذ نشأة الموقع الإسلامي الأول على محرك البحث قوقل وهو موقعلطيف" الذي بدأ في عام 1993م،[6] لتصل المواقع الإسلامية إلى عشرة آلاف موقع كلها تخاطب المسلم وغير المسلم باللغة العربية الإنجليزية قبل ثلاثة أعوام[7] -أي عام 2000، ما يعني في غضون 7سنوات من نشأة أول موقع إسلامي- ولكم أن تتخيلوا كم وصلت أعداد المواقع في عقدين من الزمان، من 2000 إلى 2020م.

قوقل المنفتح والمنضبط في الإسلام


يمنح محرك البحث قوقل google للزائرين الحرية في اختيار موضوع البحث الذي يرغبون في مطالعته، لكن الدين الإسلامي، يميز بين نموذجين من نماذج محرك البحث قوقل، وهو قوقل الذي يبحث الإنسان عن طريقه عن المواضيع الضارة كالإباحية أو المتطرفة، وبين محرك البحث قوقل google الذي يمكن تحصيل المعارف المفيدة منه كوشائج الخير من الثقافة، والعلوم المفيدة للبشرية، وأجمل ذلك في ضوابط منها:
  • عدم الوسيلة مخالفة الشرع الحكيم: بحيث يكون محرك البحث نفسه أو الوسيلة غير محرمة،  وهذا ما تقدم من التفصيل الواضح.
  • أن يكون المقصد الذي تفضي إليه غير محرم: بحيث يستعمل البحث في هذا المحرك في التنقيب عن الخير والصدق ومبادئ الفضيلة.
  • أن ينظر في درجة تحقيق الوسيلة للمقصد: أي إن كان المحرك لا يوصل منه إلى معرفة الخير ونشره، وغلب الشر عليه بشكل كبير، ولا قيمة للخير فيه، ولا يترتب على استعمال الوسيلة وهي محرك قوقل للمقص مفسدة تزيد عن المصلحة، وإلا فإن التعامل معه يلغى[8].


قوقل الخير بغية المسلمين


تضع إدارة قوقل العديد من القوانين لضبط حالة المحرك، بين ثورة المعلومات، وضجيج فضاء شبكة الانترنت، وتتقاطع القوانين الصائبة منها مع ما يرده المسلمون، وهو قوقل الخير، لأنهم يرون أن القاعدة الدائمة لذلك (فأما الزبد فيذهب جفاء, وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) [9]، أي أن ما كان من أمور الخير فإنه يبقى بين الناس، ولكن الأمور السيئة تزول وتندثر، وهذا أيضا ما ينطبق على المعلومات في محرك البحث قوقل، فما كان من مواضيع وعلوم الخير ستبقى يستفيد منها الناس في علومهم وأبحاثهم وسلوكهم، ولكن ما ينشر السوء ويشيع الباطل، فإنه سينثر، لأن الخير أقوى من الشر.

 وما لبث المصنفون والكتاب يتناولون الحديث عن الثورة المعلوماتية، وشبكة الإنترنت بأبحاثهم وكتبهم، ولكن الكتابة والتدوين في الحديث عن المسائل التفصيلية كعلاقة محرك البحث قوقل والدين الإسلامي، لا زالت بحاجة إلى السبر والتقسيم، والكاتبة بما يغطي الموضوع بجوانبه المختلفة.



[1] وليد محمد، مالا تعرفه عن جوجل 2009، ص14.
[2] القرأن الكريم، سورة الأنعام، آية 38.
[3] القرأن الكريم، سورة النحل، آية 43.
[4] سنن الترمذي، رقم 2687
[5] خالد الشيخ، البحث في برنامج محرك البحث قوقل، ص2
[6] تركي العصيمي، كيف نخدم الإسلام من خلال الانترنت، ص58.
[7] محمد الشرقاوي، الاسلام على الانترنت،ص6.
[8] تركي العصيمي، كيف نخدم الإسلام من خلال الانترنت، ص20.
[9] القرأن الكريم، سورة الرعد، آية 17.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق