-->

سلم الرياضة ممارسة فمشاهدة فقراءة




الرياضة من العناوين العريضة التي تجذب الجماهير من أنحاء العالم لها، على اختلاف أشكالهم وطبائعهم، وأديانهم ومعتقداتهم، وجغرافيتهم، وتاريخهم، بل تتجاوز خلافاتهم وحروبهم، بأنواعها المختلفة وطبائعها المتباينة، ما بين الجري والقفز والسباحة أو اليد والسلة أو الطائرة أو القدم، والملاكمة أو المصارعة، وغيرها من أنواع الرياضات التي باتت أشهر من الكثير من العناوين التي قد تحتل من حيث ضرورتها للحياة البشرية المكانة المقدمة عليها، لكن هل ينتقل السلم الرياضي من الممارسة إلى المشاهدة ثم القراءة أم العكس؟!

درجة السلم العليا للرياضة الممارسة

لم توجد الرياضة لمطالعتها  دون خوض غمارها، وإنما وجدت لممارستها والسعي في التفاعل معها، للضرورة التي تشكلها، والفوائد الكثيرة التي يكتسبها الجسم من وراءها، ولذلك فإن بعض المصنفات قد حتمتها وجعلتها هامة لطبقات المجتمع كلها بداية من المواطنين وصولاً للوزراء، وللجنسين من الرجال والنساء، بل وصل بها الأمر للتعبير عن ذلك بأنها:
  • جزء من الأمن القومي للدولة  وأنها وسيلة فعالة للتربية وتعدل السلوك وضرورة لاكتساب الصحة واللياقة البدينة.
  • وأن الرياضة تقلل من تكاليف العلاج والوقاية من العديد من الأمراض، وعدم التغيب عن العمل الأمر الذي يساعد في زيادة الإنتاج.
  • وأنها أفضل طريقة لإعداد الشباب ليدافعوا عن أنفسهم وكذلك عن وطنهم.[1]
  • وللرياضة أهمية في زيادة الدخل لمحترفها، ورفع القيمة الاعتبارية له وطريقه للشهرة، كما أنها تحسن الحالة المزاجية، وتخرج صاحبها من هموم الحياة إلى الصفاء الذهني والنفسي، وتقوي ثقته بنفسه، وتزرع فيه روح الرغبة في الانتصار، والعمل التعاوني الجماعي.

درجة السلم الوسطى مشاهدة الرياضة

قد يقلل البعض من قيمة مشاهدة الرياضة بأنواعها، متذرعاً بأن ذلك لا فائدة منه وأن الفائدة في ممارستها وحسب، ولكن ذلك ليس بالأمر الصائب، بل إن مشاهدة الرياضة من الجوانب الجيدة، وذلك من جوانب متعددة:
  • فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة Leeds كما نقلت صحيفة "ديلي ميل البريطانية" قبل أشهر فقط أن مشاهدة الرياضة يخفف ضغط الدم ويحسن من الحالة المزاجية للمشاهد، الذي يمارس تمريناً معتدلاً للقلب والأوعية الدموية.[2]
  • كما أن من الفوائد التي تحصل عليها مشاهد الرياضة تقوية العلاقات الاجتماعية بينه وبين من يشاهد، وتحين العلاقة مع الحبيب أو الصديق الذي يشاطره التشجيع، وإحياء روح الانتماء للفريق الذي يرغب في فوزه، والتقليل من الإجهاد والكآبة، ومعالجة الكثير من الأمراض النفسية.
  • وتسعد مشاهدة الرياضة في التغذية الثقافية، وزيادة العصف الذهني وطرق التفكير من خلال متابعة لعب الآخرين والبحث عن سبل أفضل لإمكانية تحقيق النصر، والتعرف على أسماء ومعلومات وقوانين تحيط بالرياضة ما يزيد الثقافة.
  • تمثل مشاهدة المباراة تقوية لحرفية اللاعب الذي يتقن ممارسة الرياضة، بمتابعة طريقة لعب خصمة، أو الاستفادة من لعب من يفوقه، بل إن جهات كثيرة تهتم بمن تجد فيهم مهارات الرياضي وتطورهم، وتعرضهم لمشاهدة المباريات، فقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين اهتماماً خاصاً من العلماء ومتخصصي ومسئولي التربية الرياضية والبدنية وكذلك علماء النفس والتربية وذلك اتجاه فئة جديدة من فئات غير عاديين من الأطفال والمبتدئين ألا وهي فئة المتفوقين رياضيا.[3]

درجة السلم الرياضي الأخيرة القراءة

القراءة عن الرياضة هي الدرجة الأخيرة من هذا السلم الهام، لأن الأصل في الرياضة  الممارسة فبذلك يتحفز الذهن والعقل، وينشط الجسد، ولكن لا يستغنى عن القراءة عن الرياضة لمتابعة أخبارها، وزيادة المعرفة بها وقراءتها، لأن العلم مقدم على القول والعمل، لكن هذا الترتيب ليس حدياَ أو قطعياَ، بل منهم من جعله اجتهادي، وقدم القراءة ثم المشاهدة ثم الممارسة، ومنهم من جعلها متزامنة، ولكن للقراءة عن المواضيع الرياضية أهمية بالغة:
  • قراءة المواضيع الرياضية متعة للنفس وغذاء للعقل، وفيها إزالة لفوارق الزمان والمكان، وفيها تجربة الآخرين.
  • في القراءة سياحة للعقل، وإمكانية لأن تكون مع الكتاب مع العلماء والكتاب، وكذلك مع اللاعبين وقادة الأندية وتجربة الرياضيين.[4]
  • ومن أهمية القراءة الرياضية تحفيز الذهن على التفكر وزيادة ثقافته وعلمه، ومعرفة اللاعبين وأسمائهم وخصوصياتهم، والأندية والأفرقة وتشكيلاتها، ومواعيد انعقاد ألعابهم وغير ذلك من المواضيع.


ولا يستغنى في سلم الرياضة عن الممارسة العملية أو مشاهدتها أو القراءة عنها، بل إن الكتاب الذين اشتهروا في الكتابة عن الرياضة، في الأغلب يجمعون بين الثلاثة في سلم واحد، ويجتمعون بلا استثناء في مشاهدة الرياضة والقراءة عنها، وهو ما جعل توصيفهم الكتابي دقيق، وأضاف لهم جمهوراً من القراء.



[1] فاروق عبد الوهاب، الرياضة صحة ولياقة بدنية، ص 13.
[2]  روسيا اليوم، علماء يكشفون فائدة صحية غير متوقعة لمشاهدة كرة القدم!.
[3] زكي حسن، التفوق الرياضي، ص6.
[4] عبدالله جال الله، أهمية القراءة وفوائدها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق