-->

تنمر النساء بين الطبيعة والاكتساب




جدلية التنمر من المواضيع التي يزداد الحديث عنها في الحصر الحديث، وطغى على جوانب بحثها، مظاهر هذا السلوك، والآثار المترتبة عليه، وعلاج أمر هذه الظاهرة حسب الصعيد الذي يتناوله البحث أو الكاتب، إلا أن الكتابة عن تأصيل سلوك التنمر والحديث عن  الأساس الذي تنبع منه ظاهرة التنمر لا زال قليل المراجع، ويحتاج إلى تقديم المزيد من الأبحاث والتجارب وفق مناهج البحث العلمية المختلفة، بما يمكن أن يضع طريقا يستطيع الباحثون بعد سلوكه الوصول لعدد من النتائج التي تقرب فهم موضوع التنمر، بما يعني الإحاطة بالأصل، والأعراض، وصولاً إلى قراءة صائبة للمسألة وعلاجها بطريقة سليمة، ولذلك كان حديثنا في هذا الموضوع عن تنمر النساء وفطريته أو اكتسابه.

توطئة عن تنمر النساء


يمكن لمن يرغب في البحث عن تنمر النساء أو المرأة أن يقع بصره على الكثير من المواضيع المتعلقة بالأمر، لكن نسجها عشوائي الترتيب، ولا تنعدم كتابات التصنيف عن التطرق لتنمر النساء، وهو داخل في سلوك التنمر بشكل عام، ومن تعريفاته: ايقاع الأذى على فرد أو أكثر بدنياً أو نفسياً أو عاطفياً أو لفظياَ، ويتضمن أيضاً كذلك التهديد بالأذى البدني أو الجسمي بالسلاح والابتزاز. [1]
وعند اسقاط تعريف التنمر على العنصر النسائي الذي يعد الشطر البشري، فإن ذلك يعني أنه السلوك الذي تمارسه المرأة تجاه فرد أو جماعة يحمل الصبغة الاستقوائية أو التسلطية أو تقمص الأدوار الذكورية، في أي من المجالات التي تتواجد فيها من التعليم، أو العمل، أو الأسرة، أو المجتمع والعلاقات المختلفة في المجتمع، وذلك لعديد من الأسباب المنتجة لذلك، مستخدمة في ذلك القول، أو الفعل.

تنمر النساء فطرة أم اكتساب


سؤال لا بد من الإجابة عليه قبل السعي لعلاج ظاهرة تنمر النساء، لأن النشأة الفطرية للسلوك أشق علاجاً من السلوكيات الطارئة، لكن يشير الكثير من أصحاب التصنيف والعلماء أن التنمر ناشئ عن الإنسان منذ صغره، وهذا ما يمكن أن يوجد مبثوثا في بعض الكتب التي تتحدث عن هذه الظاهرة.
فالتنمر ((Bullying ظاهرة قديمة موجودة في جميع المجتمعات منذ زمن بعيد، وهي موجودة في المجتمعات المتقدمة، وكذلك النامية، ويبدأ سلوك الاستقواء في عمر مبكر من الطفولة، حتى أن بعضهم يراه يبدأ في عمر سنتين، فيبدأ الطفل بتشكل مفهوم الاستقواء، ويستمر حتى يصل الذروة في المرحلة المتوسطة ثم العليا، ثم يبدأ بالهبوط، فالاستقواء  سلوك مكتسب من البيئة.[2]
ومعنى ذلك أن الأصل فطري منذ الصغر لتنمر المرأة، بحيث يوجد في طبيعتها ذلك، لكنها تزيد ذلك أو تقلله بعوامل البيئة واكتسابها من المؤثرات المختلفة التي تتعرض لها في حياتها المراحلية.

ترجمة التنمر النسائي إلى أنماط متعددة


ينتقل التنمر النسائي من طوره طبيعية تراكبية منذ الصغر وتراكمات نفسية إلى التحول مع الزمن إلى أنماط متعددة ومختلفة ممكن أن يترجم تنمر النساء من خلالها، ومن بين هذه الأنماط التي تنشأ من طفولة البنات أو الفتيات تدريجياً إلى اشتداد عود المرأة والنساء، الأنماط التالية للتنمر النسائي:
  • تنمر انفعالي ويشتمل على التهديد والشتائم والسخرية والاذلال.
  • تنمر جسدي ويشتمل على الدفع والضرب والاصطدام بالضحية، وسرقة الممتلكات الخاصة به.
  • تنمر جنسي  ويشتمل على التعليقات المخجلة على الآخرين والتحرش الجنسي.
  • التنمر العنصري ويتضمن الإيماءات و التلميحات وسب الآخرين.[3]
  • التنمر الالكتروني ويتضمن ايقاع الأذى على الطرف الآخر باستخدام الأجهزة الالكترونية المرتبطة بالانترنت.[4]

هزيمة التنمر النسائي في خطوات


سلوك التنمر عند المرأة ليس سلوكاً صحياً، وإن كان في بعض الأحيان قد يعتبر من الضروريات عند فقدانها حقها، لكن من حيث الأصل فإنه أمر مذموم ينبغي العمل على علاجه، بالرغم من أسبابه كالعوامل الشخصية، أو النفسية، أو الاجتماعية، أو المدرسية والجامعية، وذلك في خطوات:
  • تشخيص حالة المتنمر والدافع الذي يقوده إلى فعل ذلك، والقضاء على السبب الرئيس أو تخفيفه.
  • السعي لعلاج التنمر النسائي حسب نمط التنمر، وكذلك الطبيعة العمرية التي يجب مراعاتها.
  • توعية المرأة بخطورة التنمر، والآثار السلبية لذلك، وتعزيز الجوانب الإيجابية، والبدائل التي يمكن أن ترضي المتنمرة بعيدا عن التنمر.
  • التحاور بلطف مع المتنمرة واستخدام أسلوب التحبب والاقناع، وعدم قيادة المتنمرة لرفع الصوت.
  • اكساب المتنمرة الثقة وإشعارها بالأمان، وأن قوتها وقيمتها في ذاتها بعيدا عن محاولات التصنع، وأن أخطاء الآخرين لا تبرر أن تقابل بأخطاء أكبر منها.


من صميم التجربة في الكتابة عن المواضيع الخاصة بالنساء في مجالات السيكولوجية الإنسانية، أو الطبائع النفسية، فإن هذه التصنيفات خاضعة للنسبية لا للحدية، ولذلك فإن الكثير منها يتعلق بطبيعة نظرة المهتم بهذه المسألة والحالة المتنمرة التي تعيش معه، فقد تجمع بين عدد من النقائض في آن واحد، وحالة من الخصوصية عن غيرها، وهذا يستلزم التعامل معها بشكل خاص بعيداً عن التقليدية.




[1] علي الصبحين، محمد القضاة، سلوك التنور عند الأطفال والمراهقين (مفهومة-أسبابه-علاجه) ص8.
[2] علي الصبحين، محمد القضاة، سلوك التنور عند الأطفال والمراهقين (مفهومة-أسبابه-علاجه) ص7.

[3] محمد سحلول، بلال الحداد، واقع ظاهرة التنمر المدرسي لدى طلبة مرحلة الثانوية، ص4.
[4] هيئة تنظيم الاتصالات بالبحرين، قل لا للتنمر الالكتروني، ص7.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق