-->

مدى كشف الإعلام التفاعلي عن الفنانين الجدد




من قلب الثورة المعلوماتية الهائلة، وتطور الثورة الاتصالية بشكل متسارع، فإن هذه الحالة قد أفرزت، وجوهاً جديدة لم يكن لها مكانة في هذا العالم المتسع، فقد كانت الحقب السابقة شاهدة على أن المشاهير في الفن إنما يولدون من الأعمال الكبيرة التي يمكث الإعداد لها سنيناً أو شهوراً، ضمن إشراف المؤسسات وازدواجية الفنانين ما يكمل الصورة من جوانبها وصولاَ إلى العمل النهائي الذي سيشاهده الجمهور بانتباه عميق يؤدي إلى قناعته بالأداء لبعض المشاهير اللذين يعتبرون فيما بعد النجوم التي تلتف حولها هالات الأضواء، ونظرات المعجبين، وتطلعات  المهتمين بالأوساط الفنية، ورغبة الكبار في أن تضم أعمالهم هذه الشخصيات الجديدة، ولكن السؤال في واقعنا ما مدى كشف الإعلام التفاعلي عن الفنانين الجدد ؟!

الإعلام التفاعلي والفن

العلاقة بين الإعلام التفاعلي أو الإعلام البديل أو الإعلام الجديد بالمسميات المختلفة له والفن علاقة قوية، حيث زاد الإعلام الإلكتروني التفاعلي من انتشار الأعمال الفنية، وشهرة الفنانين في المجالات الفنية المختلفة، وأصبحت الأخبار المتعلقة بالشخصيات الفنية يسهل الوصول إليها من صفحاتهم الشخصية، بخلاف العهد الماضي، ومن مظاهر العلاقة بين الإعلام التفاعلي والفنانين:
  • كتب الكثيرون عن تعريفات الإعلام التفاعلي أو الجديد أو الرقمي، ومن هذه التعريفات، أنه مصطلح يضم كافة تقنيات الإتصال والمعلومات الرقمية التي جعلت من الممكن إنتاج ونشر واستهلاك وتبادل المعلومات التي نريدها في الوقت الذي نريده وبالشكل الذي نريده من خلال الأجهزة الالكترونية (الوسائط) المتصلة أو غير المتصلة بالإنترنت، والتفاعل مع المستخدمين الآخرين كائناً من كانوا وأينما كانوا.[1]
  • وفر الإعلام التفاعلي أدوات مكنت الناس من التعبير عن رأيهم بحرية، دون التعرض لمضايقات وضغوط، بحيث يعتبر الفيس بوك، وتويتر، واليوتيوب، من أشهر أدواته، وأكثرها تأثيراً في الجمهور[2] ، ولذلك فإن الفنانين أصبح لديهم القدر من التعامل مع هذه الأدوات ومعرفة رأي الناس فيهم وأعمالهم.
  • أبرز مظاهر وميزات الإعلام التفاعلي، والتفاعلية يراد بها، من جهة التفاعل بين المصدر أو المرسل وبين المستقل ( القارئ )، ومن جهة  أخرى، التفاعل بين المستخدمين او الجمهور أنفسهم، سواء مت ذلك بواسطة المصدر ومشاركته  أو بدونه، وهو ما يعني إمكانية التعديل على الأعمال الفنية بنقد الجماهير، أو تواصل الفنانين معهم.[3]
  • أسهم الإعلام التفاعلي في إظهار طاقات جديدة وفنانين جدد من خلال المقاطع التي ينشرونها بطريقة اجتهادية أو عفوية، كانت  بداية انطلاقهم إلى عالم الفن واشتهارهم، لتستضيفهم القنوات الرسمية والبرامج الشهيرة، ويبدأ مشوارهم النجومي وشق طريقهم في الحياة.

الإعلام التفاعلي وتعدد الوسائط الفنية

من أكثر الخدمات التي يمكن أن يقدمها الإعلام التفاعلي، أن من الميزات الشهيرة لهذا الإسلام والسمت الذي لا يفارقه، هو أنه يجمع بين الوسائط المختلفة من النص المقروء، والصوت المسموع، والمشاهد المرئية، فهذا دمج الوسائط المتعددة، وهي الميزة التي تساهم بشكل كبير في انتشار الأعمال الفنية وصعود المشاهير الجدد واستغلال جميع الأدوات المتاحة لهذا الإعلام التفاعلي في إعلام الناس بالمواهب الكامنة لدى الكثير من المبدعين المغمورين في المجتمعات.

نماذج من الفنانين الجدد والإعلام التفاعلي

شهد الواقع على كثير من النماذج التي استفادت من شبكة الإنترنت والإعلام التفاعلي في تسويق شهرتها أو تصدرت ترندات ووسوم مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق بعض المرئيات العفوية، أو القنوات اليوتيوبية، أو الصفحات الشخصية، التي أصبحت شخصياتها خاصة في الخليج مشتهرة عند الكثيرين في عدة مجالات فنية، ومن هذه النماذج:
  • اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي شاب يدعى أسير الأحزان بعد تغزله بعشيقته التي لم يجدها في مقطع " آه يا حنان" وقد انتشرت الأغنية بشكل كبير، ووصلت إلى القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية الكبيرة، وقد اشتهرت الأغنية واشتهر صاحبها، ليصبح من الشخصيات التي لها متابعين كثر.
  • الطفل عمر أحمد بائع الماء اليمني خرج في أحد المقاطع العفوية يغني "حبيبي أنت" وهو يبيع الماء، لكن صوته العذب وموهبته دفعت الملحن الشهير صبحي محمد إلى أن يطالب أهالي الطفل بالسماح له بالسفر لتسجيل أغنية له، فيما التقت الكثير من القنوات الرسمية به.
  • بالرغم من بشرته السوداء في المملكة العربية السعودية، وغناءه العفوي في الطريق بين بعض الأصدقاء، وصغر سنه، كان الطفل فيصل العتيبي مغموراً، قبل أن ينتشر مقطعه وهو يغني للحب، لتلتقي به القنوات الفضائية، وتسجل له الكليبات الشهيرة.


ما جمعناه لكم في هذا الموضوع كإجابة عن مدى كشف الإعلام التفاعلي عن الفنانين الجدد، والنماذج التي قدمناها في السطور السابقة، عبارة عن صورة مصغرة من النماذج الأسبوعية أو الشهرية التي وجدت قاعدتها الانطلاقية من الإعلام التفاعلي أو الجديد الذي يعد سمة العصر الذي نعيش.



[1] سعود كاتب، الإعلام الجديد وقضايا المجتمع التحدي والفرص، ص6.
[2] دنيا الوطن،  ورقة عمل إعلاميون يؤكدون بأن الإعلام الإلكتروني وفر مساحات حرة للتعبير عن الرأي، ص 1.
[3] رولا الجمل، أبحاث المؤتمر الدولي الإعلام الجديد تكنولوجيا جديدة لعالم جديد جامعة البحرين 2009، ص 398.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق